دربالي: وصم مرضى السيدا مستمر.. فمتى يصبح خطابنا الإعلامي أكثر إنسانية
قالت منسّقة مشروع "فيروس نقص المناعة البشري في تونس وحقوق الإنسان" بمنظّمة محامون بلا حدود، أميرة الدربالي، في تصريح لموزاييك، الاثنين 2 ديسمبر 2024، إنّ حاملي فيروس "السيدا" لا يزالون يُعانون من الأحكام المسبقة وقسوة المجتمع.
وأوضحت أميرة الدربالي أنّ استمرار التمييز ضدّ هذه الفئات في مجتمعنا يعود إلى نقص الوعي حول هذا الموضوع، رغم الجهود المبذولة للتوعية بطرق انتقال العدوى.
وأشارت إلى أنّ العديد لا يزالون يعتقدون أن العدوى تنتقل بسهولة عبر المصافحة أو التفاعل اليومي مع المصابين أو حاملي الفيروس، مما يؤدي إلى الخوف من التعامل معهم وصولاً إلى وصمهم.
وأوضحت المتحدثة أن هذه المعاملة التمييزية، وخاصة الوصم، تُلقي بظلالها السلبية على حاملي الفيروس والمرضى، مما يدفعهم إلى العزلة الاجتماعية. وأشارت إلى أن هذا الوضع يزرع فيهم الخوف من الاندماج في المجتمع التونسي. لكن الأخطر من الأثر الاجتماعي والنفسي هو التأثير الصحي، حيث يؤدي هذا الوصم إلى تخوّف المرضى من التوجه للحصول على علاجهم اليومي بشكل منتظم، ما يعرّضهم لمضاعفات صحية ويؤخر فرص شفائهم.
وأشارت إلى أنّ مسؤولية توعية المجتمع تجاه هذا الفيروس تقع على عاتق الجميع، مؤكدة أنّ العدوى لا تنتقل عبر اللمس أو مشاركة الطعام أو الجلوس مع المريض، بل تنحصر في حالتين: العلاقات الجنسية أو انتقال الدم من خلال حقن المخدرات أو بعض مراكز الوشم التي تفتقر إلى التعقيم.
وشدّدت على ضرورة تكثيف حملات التوعية باستخدام وسائل الإعلام بخطاب مسؤول وإنساني، وإدماجها في المناهج التربوية لدعم جهود المجتمع المدني في رفع الوعي. كما دعت إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تعمّق الوصم، محذّرة من أن الفيروس بدأ يصيب فئات أصغر سناً مثل الأطفال والمراهقين.
وختمت قائلة: "رغم الصعوبات، هناك دائما أمل في وعي جديد ومجتمع أفضل للجميع. علينا تغيير العقليات ومحاربة التمييز ضد أي شخص، لأنّنا جميعا بشر ولدينا الحقوق ذاتها".
ويأتي تصريح أميرة الدربالي على هامش لقاء بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري "السيدا"، وفق ما نقلته مبعوثة "موزاييك" هناء السلطاني.